RSS

Monthly Archives: April 2012

خطر الشيعة – د. راغب السرجانى

يرى الكثير من المسلمين أن تحديد موقف معيَّن من الشيعة أمر صعب، وشيء محيِّر، ومردُّ هذه الصعوبة إلى أشياء كثيرة..

من هذه الأشياء مثلاً فَقْد المعلومة؛ فالشيعة بالنسبة لكثير من المسلمين كيان مبهم، لا يعرف ما هو، ولا كيف نشأ، ولا يلقي نظرة على ماضيه، ولا يتوقع مستقبله، وبالتالي فعدد كبير جدًّا من المسلمين يعتقد أن الشيعة ما هي إلا أحد المذاهب الإسلامية كالشافعية أو المالكية أو غيرها من المذاهب، ولا يدري أن اختلاف السُّنَّة عن الشيعة ليس في الفروع فقط، ولكن في كثير من الأصول أيضًا.

ومن الأشياء التي تُصعِّب الموقف أيضًا أن كثيرًا من المسلمين غير واقعيين ولا عمليين، فهو يلقي بالأحلام المتفائلة هكذا دون دراسة، فتراه ينادي -وكأنه يتكلم بلغة العقل- ويقول: لماذا التناحر؟

هيَّا لنجلس وننسى خلافتنا، ويضع السُّنِّي يده في يد الشيعي في طريق واحد، طالما أننا جميعًا نؤمن بالله وبرسوله وباليوم الآخر، وينسى أن الأمر أعقد من هذا (بكثير)؛ فعلى سبيل المثال فإن الذي يؤمن بالله وبرسوله وباليوم الآخر ولكنه يستحل الخمر أو الزنا مثلاً يَكْفُر، واستحلال الأمر يعني أنه يراه حلالاً، وينكر تحريمه في القرآن أو السُّنَّة، وإذا أخذنا هذا المنطلق في الرؤية فإننا سنرى أمورًا خطيرة جدًّا في قصة الشِّيعة تحتاج إلى وقفات مهمَّة من علماء الشريعة لتحديد حكم الدين في البدع الشيعيَّة الهائلة.

الشيعة واليهود ثم إنّه من الأشياء التي تُصعِّب الأمر -أيضًا- كثرة الجراحات الإسلامية في أكثر من قُطر من أقطار المسلمين، وكثرة الأعداء من يهود وصليبيين وشيوعيين وهندوس وغيرهم، فيرى بعض المتعقلين ألاَّ نفتح جبهة جديدة من الصراع، وقد يكون هذا صحيحًا من جانب لو أنّ هذه الجبهة مغلقة، ونحن نحاول فتحها، أما إذا كانت بالفعل مفتوحة على مصراعيها، والأذى يأتي منها صباحَ مساءَ، فإنَّ السكوت هنا يعدُّ رذيلة، وليس هناك داعٍ للسؤال المتكرِّر على ألسنة الكثيرين: هل هم أخطر أم اليهود؟! فإنَّ هذا السؤال أريد به إسكات ألسنة الموقظين لهمَّة الأمة، وإحراج العاملين على حفظها وحمايتها، وأنا أردُّ على هؤلاء وأقول لهم: وما المانع أن يتصدى المسلمون لخطريْن داهميْن في وقت واحد؟ وهل المسلمون السُّنَّة هم الذين يبحثون عن حُجَّة للهجوم على الشيعة، أم أن الواقع يثبت بأكثرَ من دليلٍ أنّ الأذى يأتي من ناحيتهم؟

ولقد سردنا التاريخ الشيعي في المقاليْن السابقين مقال أصول الشيعة، ومقال سيطرة الشيعة، ورأينا التعديات الشيعية الصارخة على الأمة الإسلامية، وما أحسبُ واقعنا يختلف كثيرًا عن ماضينا، بل إنني أشهد أن التاريخ يكرِّر نفسه، وأن الأبناء ورثوا حقد الآباء والأجداد، ولا يُتوقع خير ممن يزعم بفساد جيل الصحابة إلا النَّدرة منهم، وهو تكذيب صريح لقول رسولنا صلي الله عليه وسلم: “خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي”[1]، وهو حديث في البخاري ومسلم وغيره من كتب الصِّحاح والسُّنن والمسانيد.

إنّ واقع الشيعة في زماننا الآن – ليس في الماضي فقط – أليمٌ أليم..

ودعونا نراجع أمورًا مهمَّة تجعل الرؤية أوضح عندنا، ومِن ثَمَّ تعيننا على تفهُّم الموقف الأمثل الذي يجب أن نأخذه من الشيعة، ونعرف عندها هل يجب أن نتكلم أم السكوت أفضل!

أولاً: الجميع يعلم موقف الشيعة من صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم بدءًا من أبي بكر الصديق وعمر الفاروق وذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنهما، ومرورًا بأمهات المؤمنين، وعلى رأسهن أُمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وانتهاءً بعامَّة هذا الجيل العظيم، فكتُبهم ومراجعُهم، بل وعقيدتُهم وأصولهُم، تزعمُ بفسق هذا الجيل أو رِدَّته، وتحكمُ بضلال غالبيته، وتتهمهم بإخفاء الدين وتحريفه!.

وهنا هل يجب أن نراقب ونسكت منعًا لحدوث فتنة كما يقولون؟!

وأيُّ فتنةٍ أعظم من اتِّهام هذا الجيل الفريد بالفساد والكذب؟!

فلتراجعوا معي كلمة عميقة قالها الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: “إذا لَعَنَ آخرُ هذه الأمَّة أوَّلها، فَمَنْ كان عنده علمٌ فليظْهره، فإنَّ كاتم ذلك ككاتم ما أُنزل على محمدٍ [2].

هل أدركتم مدى العمق الذي في الكلمة؟!

إن الطعن في جيل الصحابة ليس مجرَّد طعن في قومٍ قد أفضَوا إلى ما قدّموا، وليس كما يقول البعض: إن هذا الطعن لن يضرّهم؛ لأنهم في الجنة على رغم أنوف الشيعة وأمثالهم، ولكن الخطير جدًّا في الأمر أن الطعن في الصحابة هو في حقيقة الأمر طعن مباشر في الدين، فنحن لم نتلقَّ الدين إلا عن طريق هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم، فإذا ألقيت ظلالاً من الشكوك حول أخلاقهم ونيَّاتهم وأعمالهم فأيُّ دينٍ سنتبع؟ لقد ضاع الدين إذا سلّمْنا بذلك، وضاعت أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم وأوامره، بل إننا نقول للشيعة: أيُّ قرآن تقرءون؟! أليس الذي نقل هذا القرآن هو عامة الصحابة الذين تطعنون فيهم؟ أليس الذي قام بجمع القرآن هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه الذي تزعمون تحايله على الخلافة؟ فلماذا لم يحرِّف القرآن كما حرَّف السُّنَّة في زعمكم؟!

إن رسولنا صلي الله عليه وسلم يقول في الحديث: “عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المهديينمِنْ بَعْدِي”[3]. فسُنَّة الخلفاء الأربعة جزء لا يتجزأ من الدين الإسلامي، وما قام به أبو بكر وعمرُ وعثمانُ وعليٌّ من أحكام ومواقف هو حُجَّة على كل المسلمين في كل وقت ومكان، وإلى يوم القيامة، فكيف يمكن قبول الطعن فيهم؟!

لذلك تجد علماءنا الأفاضل كانوا ينتفضون إذا رأوا رجلاً يتطاولُ على الصحابة بكلمة؛ فأحمد بن حنبل – رحمه الله – كان يقول: “إذا رأيت أحدًا يذكر أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم بسوءٍ، فاتهمه على الإسلام”[4]. ويقول القاضي أبو يعلى: “الذي عليه الفقهاءُ في سبّ الصحابة؛ إن كان مستحلاًّ لذلك كَفَرَ، وإن لم يكن مستحلاًّ لذلك فَسَقَ”[5]. ويقول أبو زرعة الرازي: “إذا رأيتَ الرجلَ ينتقص من أصحاب النبي ، فاعلم أنّه زنديق”[6]. أما ابن تيمية فيقول : “من زعم أنّ الصحابةَ ارتدُّوا بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم إلا نفرًا قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفسًا، أو أنهم فسّقوا عامَّة الصحابة فلا ريب في كفره”[7].

إن كلّ هذه الشدة على الذين ينتقصون الصحابة؛ لأنّ الصحابة هم الذين نقلوا الدين لنا، فإذا انتقص أحدٌ منهم فهو يشكِّك في الدين نفسه، كما أن هذا الجيل العظيم قد جاء مدحُه في آيات القرآن الكريم، وفي أحاديث النبي الأمين في مواضعَ كثيرة لا حصر لها؛ مما يجعل الطعن فيهم تكذيبًا لله ولرسوله.

ولعلَّ هناك من يقول إننا لم نسمع فلانًا أو علاّنًا من الشيعة يطعن في الصحابة، وهؤلاء أريد لفت أنظارهم إلى ثلاث نقاط.

الأولى: هي أن الشيعة الاثني عشرية تعني من الأساس أن الصحابة تآمروا على علي بن أبي طالب ، وعلى أل البيت، وعلى الأئمة الذين يعْتَقدُ فيهم الشيعة، ومِن ثَمَّ فليس هناك شيعي اثنا عشري (إيران والعراق ولبنان) إلاّ ويعتقد بفساد الصحابة، ولو اعتقد بصلاحهم لانهار مبدأ الشيعة من أساسه؛ ولذلك فمن المسلَّم به أنّ كلّ الشيعة من الزعماء والأتباع لا يوقِّرون الصحابة ولا يحترمونهم، ولا يأخذون عنهم الدين بأيِّ صورة من الصور.

وأما النقطة الثانية فهي أن زعماء الشيعة يتهربون دومًا من المواقف التي تُظهر بغضَهم الشديد للصحابة، وإن كان يظهرُ في بعض كلماتهم أو مواقفهم، كما يقول الله عزوجل: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} [محمد: 30]. وقد شاهد الجميع المناظرة التي كانت بين الدكتور يوسف القرضاوي -حفظه مناظرة القرضاوي رافسنجانيالله- وبين رافسنجاني على قناة الجزيرة، وشاهدنا كيف هرب رافسنجاني من كل المحاولات التي بذلها الدكتور القرضاوي لجعله يذكر خيرًا في حق الصحابة أو أمهات المؤمنين. وعندما سُئل خامنئي -قائد الثورة الإيرانية الحالي- عن حكم سبّ الصحابة، لم يقل: إن هذا خطأ أو حرام، إنما أجاب إجابة باهتة قال فيها: إن أي قول يؤدِّي إلى الفُرقة بين المسلمين هو بالقطع حرام شرعًا. فحرمة سب الصحابة عنده لكونها تفرِّق بين المسلمين، وليس لكونها حرامًا في حدِّ ذاتها، ونشرت ذلك صحيفة الأهرام المصرية يوم 23 من نوفمبر 2006م.

وأما النقطة الثالثة فهي الانتباه إلى عقيدة التَّقِيَّة التي تمثل تسعة أعشار الدين عندهم كما يقولون، وهي تعني أنهم يعتادون على قول ما يخالف عقيدتهم طالما كانوا غير ممكنين، أما عند التمكين فإنهم يظهرون ذلك بوضوح. ولقد مرَّ بنا تاريخ الشيعة، ورأينا أنه عند السيطرة على بلاد السُّنِّية كالخلافة العباسية في العراق وكمصر والمغرب وغير ذلك، فإنهم كانوا يُظهِرون فورًا سبَّ الصحابة، ويجعلون ذلك أصلاً من الأصول عندهم.

إذن يتبين لنا من خلال هذه المسألة ضرورة الكلام لتبيين الحقيقة في أمر الصحابة الكرام، وإلا فإنَّ الساكت عن هذا الحق شيطان أخرس، وستكون عقبات السكوت هنا ضياع الدين نفسه.

ثانيًا: خطورة التشيُّع في العالم الإسلامي.. ولا شكَّ أن التشيع يسير بخُطا حثيثة في كثير من بلاد العالم الإسلامي، ولم يعُدْ في الأماكن التقليدية التي اعتاد أن ينتشر فيها كإيران والعراق ولبنان، إنما يجري الآن -وبقوة- في البحرين والإمارات وسوريا والأردن والسعودية ومصر وأفغانستان وباكستان وغير ذلك من بلاد المسلمين، والأخطر من ذلك هو اعتناق الكثيرين لأفكار الشيعة ومبادئهم دون أن يظنوا أنفسهم شيعة. ولقد وصلت إلينا بعد هذه المقالات أعداد هائلة من الرسائل التي يدَّعِي أصحابها أنهم من السُّنَّة، ولكنها تفيض بأفكار الشيعة ومناهجهم. وليس خافيًا علينا الحملات العشواء التي تُشنُّ على الصحابة في صفحات الجرائد، وعلى الفضائيات في البلاد السُّنية، ولعلَّ من أشهرها في الأيام الأخيرة الحملة التي شنّتها إحدى الجرائد المصرية على السيدة عائشة رضي الله عنها، والحملة التي شنتها جريدة أخرى على البخاري -رحمه الله- ، وكذلك البرامج الفضائية التي يقدِّمها إعلامي مشهور، ويتناول فيها الصحابة بالتجريح في كل حلقة.

ويضيف إلى صعوبة الأمر، وعدم إمكان السكوت عليه، هو التزاوج بين مناهج الشيعة ومناهج الصوفية، بدعوى اشتراك الطرفين في حبِّ آل البيت. وكما نعلم فإنَّ المذاهب الصوفية تنتشر في عدد كبير من بلاد العالم الإسلامي، وهي مصابة بعدد كبير جدًّا من البدع والمنكرات، وتلتقي مع الشيعة في بعض الأمور كتقديس قبور آل البيت، ومِن ثَم فانتشار الشيعة متوقع في ظل شيوع الفرق الصوفية في بلاد المسلمين.

قتل أهل السنة ثالثًا: الوضع في العراق خطير جدًّا، وقتل المسلمين السُّنَّة بسبب هويتهم أصبح متكررًا ومألوفًا، ولقد ذكر الأمين العام لجبهة علماء المسلمين السُّنة في العراق حارث الضاري أن هناك أكثر من مائة ألف سُنِّي قتلوا على يد الشيعة في الفترة من 2003م إلى 2006م فقط، إضافةً إلى عمليات التهجير المستمرة من بعض الأماكن لتسهيل حكم الشيعة لها، وفوق ذلك فالمهجَّرُون خارج العراق معظمهم من السنة، وهذا يؤدِّي إلى تغيير خطير في التركيبة السكّانية ستكون لها عواقب ضخمة. والسؤال: هل فتنة طرح قضية الشيعة أخطر من فتنة قتل هذه الأعداد الهائلة من السُّنَّة؟ وإلى متى السكوت عن هذا الأمر، والجميع يعلم التأييد الإيراني الشامل لعمليات قتل السُّنة على الهوية؟!

رابعًا: الأطماع الإيرانية في العراق واضحة، بل هي معلنة وصريحة، ولقد دارت قبل ذلك حرب طويلة بين البلدين استمرت ثماني سنوات كاملة، والآن الطريق مفتوح، خاصةً أنّ العراق تمثِّل أهمية دينية قصوى للشيعة، حيث تحوي العتبات المقدَّسة، وبها قبور ستة من الأئمة عند الشيعة؛ ففيها قبر الإمام علي بن أبي طالب  في النجف، وقبر الحُسين  في كربلاء، وقبر موسى الكاظم ومحمد الجواد وكلاهما في الكاظمية ببغداد، وقبر محمد الهادي والحسن العسكري في سامِرّاء، هذا إضافةً إلى كثير من القبور الوهميَّة لعدد من الأنبياء مثل آدم ونوح وهود وصالح في النجف الأشرف، وكلها – كما هو معلوم – ليست صحيحة.

ويضيف إلى خطورة الطمع الشيعي في العراق، أن أمريكا تقف إلى جوار هذا الطمع وتؤيده، وكلنا يرى الحكومة الشيعية التي ترعاها أمريكا وتؤيدها، ولا تُجدِي هنا تمثيليات تبادل الاتهامات بين إيران وأمريكا، فإنَّ أمريكا لا تفكر مطلقًا في ضرب إيران كما وضحنا في مقال “بعبع تحت السيطرة“، لكن الذي يُقلِق بشكل أكبر ليس الطمع في بترول العراق أو ثرواته فقط، وليس مجرَّد توسيع رقعة سيطرة الشيعة، ولكن الأدهى هو جعل هذا الإجرام والتوحش جزءًا من الدين عندهم؛ فالشيعة يعتبرون الصحابة وأتباعهم من السُّنَّة، من الذين ناصبوا أهل البيت العَداء، ويسمُّوننا لذلك بالناصبة أو النواصب، مع أننا أشد توقيرًا لأهل البيت منهم، ويصدرون أحكامًا خطيرة نتيجة هذه التهمة، فيقول فتوى الخوميني الخوميني مثلاً: “والأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم وتعلق الخُمُس به، بل الظاهر جواز أخذ ماله أينما وجد، وبأي نحوٍ كان، ووجوب إخراج خمسه[8].

وعندما سُئل إمامهم محمد صادق الروحاني عن حكم من ينكر إمامة الأئمة الاثني عشر قال كلامًا عجيبًا! فقد قال: “إن الإمامة أرفع مقامًا من النبوة، وإن إكمال الدين كان بنصب الإمام أمير المؤمنين بالإمامة، قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3]، ومَن لا يعتقد بإمامة الأئمة الاثني عشر يموت كافرًا”[9]. وقد ذكرنا في مقال “أصول الشيعة” أن الخوميني ذكر في كتابه الحكومة الإسلامية أن الأئمة يصلون إلى درجة لم يبلغها ملكٌ مقرَّب ولا نبي مرسل؛ فعدم الاعتراف بهم أقوى من عدم الاعتراف بالرسول صلي الله عليه وسلم، وهذا يفسِّر منطلق التكفير عندهم، والذي يستتبعه استحلال دماء السُّنَّة في العراق وغيرها، ومِن ثَم حتمية ضم العراق إلى سلطانهم لما تحويه من مقدسات شيعية موجودة بأيدي من يكفِّرونهم.

خامسًا: لا يقف التهديد المباشر عند حد العراق فقط، فالأطماع متزايدة في دول المنطقة، وهم  يعتبرون البحرين جزءًا من إيران، وصرح بذلك رئيس التفتيش العام علي أكبر ناطق نوري في مكتب قائد الثورة خلال الاحتفال بالذكرى الثلاثين للثورة الإيرانية حيث قال: “إن البحرين كانت في الأساس المحافظة الإيرانية الرابعة عشرة، وكان يمثلها نائب في مجلس الشورى الوطني الإيراني”[10].

الجزر الإماراتية المحتلة ولا يخفى علينا أن إيران تحتل ثلاث جزر إماراتية مهمَّة في الخليج العربي، كما أنهم يتزايدون بشكل كبير في الإمارات، حيث بلغت نسبتهم هناك 15% من عدد السكان، ويسيطرون على مراكز التجارة خاصةً في دبي.

والوضع كذلك في السعودية ليس مستقرًّا؛ فمنذ الثورة الإيرانية في عام 1979م والاضطرابات تتكرر في السعودية، بل إنها كانت مباشرة بعد الثورة الإيرانية، حيث قامت مظاهرات شيعية في القطيف وسيهات، كان أشدها في يوم 19 من نوفمبر سنة 1979م، وكانت الأمور تتفاقم أحيانًا إلى درجة التظاهر والتخريب في بيت الله الحرام، كما حدث في موسم الحج في سنة 1987م، وسنة 1989م، بل إنه بعد سقوط نظام صدام حسين قامت 450 شخصية شيعية في السعودية بتقديم عريضة إلى ولي العهد آنذاك الأمير عبد الله يطالبون فيها بمناصب عليا في مجلس الوزراء والسلك الدبلوماسي والأجهزة العسكرية والأمنية، ورفع نسبتهم في مجلس الشورى.

علي شمخاني كبير المستشارين العسكريين لدى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية ولقد صرح علي شمخاني -كبير المستشارين العسكريين لدى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية- أنه في حالة ضرب أمريكا للمنشآت النووية الإيرانية، فإنَّ إيران لن تكتفي بضرب المصالح الأمريكية في الخليج، بل إن إيران ستستخدم الصواريخ الباليستية في ضرب أهداف استراتيجية في الخليج، وكذلك مضخات النفط ومحطات الطاقة في دول الخليج العربي، وهذا التصريح نشرته مجلة التايمز البريطانية في يوم الأحد 10 من يونيو 2007م.

هل هذا هو كل شيء؟!

أبدًا.. هناك الكثير والكثير مما لم نذكره بعد.

فقد ذكرنا في هذا المقال خمس نقاط توضح خطورة قضية الشيعة وأهميتها، وهناك خمس نقاط أخرى في غاية الأهمية أخشى إن ذكرتها على عجالة هنا ألاَّ أعطيها حقها؛ ولذلك فأنا سأؤجلها – بإذن الله – إلى المقال القادم، وبعدها سنعرض الأسلوب الأمثل للتعامل مع هذه الظروف الخطيرة.

إن قضية الشيعة ليست قضية هامشية في قصة الأمة الإسلامية، بحيث يطالب البعض بتركها أو تأجيلها.. إنها قضية تأتي في أولويات الأمة الإسلامية، ولقد رأى الجميع أن تحرير فلسطين من الصليبيين على يد صلاح الدين لم يكن إلا بعد تخليص مصر من الحكم الشيعي العبيدي، ولم يقل صلاح الدين عندها أن حرب الصليبيين أولوية تؤجِّل مسألة الحكم الشيعي لمصر، ذلك أن المسلمين لا ينتصرون إلا بعقيدة صافية، وجنود مخلصة، ولم يكن لصلاح الدين أنْ يأخذ شعب مصر ليقاتل معه في قضيته المصيرية إلا أن يرفع عن كواهلهم هذا الحكم البدعي العبيدي، وما ذكرناه في حق مصر أيام صلاح الدين نذكره في حق العراق الآن، وفي حق كل الدول المهدَّدة من الشيعة، ولا بُدَّ أن يكون لنا في التاريخ عِبْرة.

ونسأل الله أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين.

[1] البخاري: كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل أصحاب النبي (3451)، ومسلم: كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم، باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم (2533)، والترمذي (2221)، وأحمد (3594)، وابن حبان (7222)،
[2]
رُوي مرفوعًا وهو ضعيف، والرواية من قول الصحابي جابر بن عبد الله.
[3]
الترمذي: كتاب العلم عن رسول الله ، باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع (2676)، وابن ماجه (42)، وأحمد (17184).
[4]
ابن تيمية: الصارم المسلول على شاتم الرسول 3/1058.
[5]
المصدر السابق 3/1061.
[6]
الخطيب البغدادي: الكفاية في علم الرواية ص49.
[7]
ابن تيمية: الصارم المسلول على شاتم الرسول 3/1110.
[8]
الخوميني: تحرير الوسيلة 1/352.
[9]
طالع هذه الفتوى على هذا الرابط
[10]
انظر موقع الجزيرة

 
Leave a comment

Posted by on April 26, 2012 in Egypt

 

لماذا سأنتخب أبو الفتوح؟

555878_353318214720287_291628030_n

منذ أن إندلعت الحملة الإنتخابية فى مصر والغالبيه العظمه من المصريين حريصة على متابعتها عن قرب  خطوة بخطوة وحريصة على التفكير فيمن هوالشخص المناسب الذى علينا إن نقف ورائه ونؤيده وندعمه فى تلك المرحلة لنخوض معا أول مراحل البناء والتطوير، ولأن هذه هى أولى مراحل بناء المجتمع الديمقراطى الحر والذى لم نعشه من قبل، وعظمة ذلك البناء تأتى من كونه وليد ثورة إندلعت بإرادة شعبية تدرجت تطلعاتها منذ 18و19 يناير1977 حتى يومنا هذا.
إنني أعود بالذاكرة للوراء لأن ذلك هو الطريق لرسم المستقبل، وهو ما يساعدنا فى إتخاذ القرار الصحيح بإختيار الرئيس المناسب لهذه المرحله.
 ففى تلك الأيام وقبل ثورتنا بأربعة وثلاثون عاما ولدت فى مصر إرادة شعبية ملخصها أن ذلك النظام القائم لا يعبرعن الشعب المصري، وسوف يجر مصر إلى طريق مظلم يجردها من هويتها المتأصلة في جذورها من الهويه العربيه والإسلاميه والأفريقيه، حيث عشنا سنوات من التبعيه للبيت الأبيض، محاصرين من نظم الظلام فى السعودية وقطر، مستسلمين للحركة الصهيونية، حيث أهدرت حقوق مصر فى مياه النيل، وفتحت أبواب أفريقيا على مصرعيها للعدو الحقيقى ليحاصرنا، وتدرج ذلك فكانت نتيجته الطبيعيه سقوط رأس النظام فى 11فبراير 2011.
لقد بدأ ذلك الإستسلام والتدميريوم عزل سعد الدين الشاذلى من حرب 1973 لأنه رفض الأستسلام، يوم أرتمى السادات في أحضان الولايات المتحده وأدعى أن 99% من أوراق المشكله “اللعبه” في يدها، مجردا أمتنا من كل قدراتها.
يوم أعلن السادات منفردا زيارة القدس المحتلة بترتيب مسبق من أباطرة الظلام (حكام الأردن والمغرب والسعودية). ومتخليا عن الدور الرئيسى لمصر يوم وقع إتفاقية كامب ديفيد التى فتحت مصر والمنطقه العربية وأفريقيا للمخابرات الأمريكية والإسرائيلية تعمل فيها بإرتياح، لتأتى بثمارها واحدة تلو الأخرى، حيث بيعت الصناعات المصريه لأفراد غير معروفي الهويه (الصهيونيه وعملائها).
فمنذ تخلينا عن العمق العربي سقطت كل القضايا الواحده تلو الأخره، فالعراق مقسم وقطر زعيمة الأمة العربية والسعودية تمول وتدفع بالفكر السلفى فى مواجهة الفكر الإسلامى المستنير، والقضية الفلسطينية تتراجع مائة خطوة للوراء والنظام المصري يعين إسرائيل فى حربها ضد حزب الله  في تدميرلبنان وحصارغزة وتجويع الشعب الفلسطينى، وأصبح دورنا هو دعوة الدول للتعاون مع إسرائيل وإلغاء مساواة الصهيونية بالعنصرية، وهي ولا شك كذلك.
وبتخلينا عن العمق الأفريقي أصبحنا مهددين في أهم مصادر حياتنا، نهر النيل، وقسمت السودان وفقدنا أهم بعد إستراتيجي لمصر.
وتخليناعن دورنافى منظمة العمل الإسلامى فدمرت أفغانستان بتمويل سعودي بين صراع السوفيت والأمريكان ووقفنا مع حكم العراق ضد إيران لتدمير قدرتها العسكرية عقب سقوط النظام الموالى للولايات المتحدة، ولتصبح قطر زعيمة العالم الإسلامي وتحتضن عالم إسلامى يحترمه الجميع (القرضاوى)، إتفقنا أوإختلفنا معه.
وبيع الغاز بأقل من سعره العالمى وسجن الشرفاء لمعارضتهم ذلك التدمير المتعمد، وإذداد عمق المأساه وفقد الشعب كل ما بقى له وحاول ذلك النظام تقسيم مصر من الداخل بإفتعال الفتنه الطائفيه واللعب على وترها. فإن كان البعض قد عاب على عبد الناصر إنه سجن الشعب المصرى داخل بلد حر، فقد إستطاع السادات وتابعه مبارك سجن الشعب المصرى فى بلد سجين رهين بأوامر تصدر من عصابات دولية تسكن البيت الأبيض والكنيست، يروج لهما ساكنى قصور الرياض والدوحة.
لقدعدنا للماضى لإنه إذا لم نعلم تاريخنا لن نعرف كيف نرسم معالم المستقبل، ولأنه يجب أن ندرك أن بقايا ذلك النظام الذي دمر مصريسعى للعودة بشكل أوبأخر ولأننا يجب أن نقف وراء من رفض تدمير بلده طوال خمس وثلاثون عاما، ولأن حس الشعب المصرى لا يكذب فقد وضح حتى الأن أن هذا هوالإتجاه الغالب ولذلك سمينا مرشحي الثوره، وكما خلصنا في حد يث سابق لأن أبو الفتوح وحمدين هما الأمثل لهذا الدور. ورغم تساوى الإثنان فى كفة الوطنية والإخلاص إلا أننا لن نهزم بقايا النظام القديم إلا بالوقوف كتلة واحدة وراء مرشح واحد، لأن التشرذم لن يفيد إلا أعداء الثورة ويرتد بنا إلى الخلف.
و إن كان أبو الفتوح وحمدين جمعهما تاريخ واحد، فكلاهما عارض النظام ولم يهادنه يوما وكلاهما سجن ظلما فى ذلك العصر ولم يتخل عن أمال وطموح الشعب المصرى. وكانا من المشاركين في تأسيس حركة «كفاية»، والتي قادت سلسلة من الاحتجاجات ضد نظام مبارك، كما شاركا في المطالبة بإنهاء حكم مبارك ووقفا ضد مخطط التوريث.
وكلاهما أكمل دراساته الوطنيه في ميدان التحرير منذ اليوم الأول لثورة 25 يناير، لأنهما ومنذ اليوم الأول وقفا فى صفوف الثوره ولم يجلسا فى صفوف المتفرجين إنتظارا للنتيجة. وبنجاح الثورة، قبلا مثل غالبية الشعب المصرى أن يمهل المجلس العسكرى فترة إنتقالية لكنهما رفضا الممارسات الخاطئه ورفضا أن يكون للمجلس العسكرى اليد المطلقة أوأن يكون له أى وضع خاص في العصر الجديد.
إيمانهما بالأولويات وترتيبها الترتيب الصحيح يجعل من حل مشاكل الفقر والبطالة والتعليم وإحقاق العدل الإجتماعى همهما الإول فى طريق الإصلاح. وفهمهما لدور مصر فى المنطقة يجعلهما يدركان أن إمتداد مصر العربى والإسلامى والأفريقى أهم عناصر الإستقرار والطريق الوحيد لبناء المستقبل.
ولأن الشعب المصرى يبحث في المرحله الحاليه عن رئيس ذو خلفيه إسلامية، فذلك يقدم أبو الفتوح كأنسب مرشح يمثل هذه الخلفيه إلا أنه يمثل الإسلام العادل (المسمى بالوسطي) الذى يعرفه الشعب المصرى بكل طوائفه.
وقد عبر أبو الفتوح عن آراء تقدمية بدت غريبة على آذان الفكر الإسلامي السائد، مثل إقراره بحق النساء والأقباط في الترشح للرئاسة، فضلا عن دفاعه عن حرية التعبير والاعتقاد، إلا أن أفكاره لم تجد6 صدى لدى جماعة الإخوان.
ولكونه منفتح الفكر فهو يؤمن بالدولة وبأن الدولة لا تدار بالمرجعيات الدينيه ولكن بالمجالس المنتخبة، وهو يعى معنى المواطنة فهو يساوى بين كل فئات الشعب ولا فارق عنده بين مسلم ومسيحى، ولا دليل على ذلك أكبر من وجود عناصر نشطه فى حملته الإنتخابية من المسيحيين والمسلميين سواء. ولأن إدراكه لمفهوم الشريعة يمثل فهم ناضج فى كونها نداء للعدل والرحمة والمساواة فهو بذلك الأقرب لمفهوم المصريين جميعا للمفهوم الحقيقي للشريعة.
 كما برز أبو الفتوح كمعارض لا يلين، وعرف بتعاونه مع كل الإتجاهات من اليساريين والليبراليين، بل إنه صار حلقة الإتصال بين الجماعة والحركات السياسية العلمانية.
فمنذ أن أطلق أبو الفتوح حملته الانتخابية في مايو2011، انتهج خطابا مميزا يسعى للحد من الإنقسام بين أصحاب الانتماءات الإسلامية والعلمانية، فأبو الفتوح هو حلقة الوصل بين الإسلاميين من ناحية و اليساريين والليبراليين من ناحية أخرى.
وتعكس حملة أبو الفتوح ذلك النهج بوضوح، حيث تضم مستشارين من خارج المعسكر الإسلامي، والآلاف من شباب الإخوان. وتتبنى الحملة الترويج لتيار سياسي شامل يجمع بين الديمقراطية والمساواة بين المصريين من جانب، واحترام القيم المحافظة للمجتمع المصري من جانب آخر.
ولأنه فى ذات الوقت يأتمر بأمر الشعب المصرى وليس بأمر قيادة الإخوان التى تتخذ قراراتها خلف أبواب مغلقة.
ولذلك فإني أخلص لأنه من الواجب أن يتكاتف الجميع مرشحين وناخبين يدا واحده خلف أبو الفتوح وأن نتخذ موقفا موحدا لدعمه بقوه، موقفا لوإتخذناه الأن سيجنبنا خسائر كثيرة ويدخلنا معا القرن الحادى والعشرين ويحقق مبادئ الثورة.

ولمعرفة مواقف أبو الفتوح يمكنك الإطلاع على:
الموقع الرسمى لحملته
http://drabolfotoh.com/index.html

 
Leave a comment

Posted by on April 13, 2012 in Egypt