أيها الضباط الملتحون.. إنما النصر صبر ساعة
إذا كنت إسلاميًا فلتدافع عنهم انتصارًا لسنة النبي التي حُرموا من عملهم لأجلها.
إذا كنت من المتشدقين بسيادة القضاء فقد حصل الضباط الملتحين على أحكام قضائية بعودتهم، لكن وزير الداخلية لا يحترمها ويود لو أُودع في السجن ولا ينفذها.
إذا كنت ترى اللحية من التفاهات فلابد أن تشمئز من تفاهة رجل يعرض نفسه للسجن كي لا يرى هذه اللحية التي تعدها من التفاهات. ويعلم الله أنها ليست كذلك. أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تحقرن من المعروف شيئا.
إذا كنت ليبراليًا أو علمانيًا أو ديمقراطيًا فـ “في أوروبا والدول المتقدمة” يسمحون لضباط الشرطة بتوفير لحيتهم. أو اعتبرها من حرية العقيدة أو الحرية الشخصية كمن أطلق شاربه.
إذا كنت تخشى على الدولة المدنية، فهناك دول “مدنية” تسمح بها، وإذا كنت حريصًا على إخفاء ديانة الضباط حفاظًا على مدنية الدولة فلا تنس أن تنادي بإزالة صلبان الضباط النصارى التي انتقلت في السنوات الأخيرة من باطن الساعد إلى ظاهر الكف؟
الوزير العلماني لا يستحي أن يقول لا للقضاء إذا جاء باللحية كما قال أمثاله لا للديمقراطية إذا جاءت بالإسلاميين، والرئيس ورئيس الحكومة الملتحيان المسلمان عاجزان عن إقالته أو معاقبته أو رد البغي والانتصار لسنة رسول الله ولو باللسان!
إذا ظننتم أن الحرب على اللحية سببها أن تلك الشعرات تنقل عدوى بكتيرية فأنتم ساذجون. هي رمز لكلمة لا. هي رفض لأن تكون عبدًا لهم بل عبدًا لله. أرأيت الغل يطفح من صدورهم حقدًا إذا رأوا ملتحيا؟ أرأيت إذا ذكرت اللحية اشمأزت قلوب المجرمين؟ إنها تذكرهم بصيحات المؤمنين المعذبين في المعتقلات من أجل لا إله إلا الله، كما تذكرنا بأن نبقى على العهد حتى نطهر الأرض من جنود فرعون. أما رأيتم أن إهانة الأعلام إهانة للدول؟ أما رأيتم الجيوش تنهزم إذا سقطت الراية؟ فوالله لنرفعن الراية ولتظل لحانا شوكة في حلوق أناسٍ دنسها أكل الحرام.
ورسالتي لإخواني الضباط الملتحين:
إنكم لمنصورون ما دامت فتنتكم في الله، وليخذلن الله من خذلكم واستهان بلحاكم وسماها قضية هامشية بتعريفة أو بنكلة. ولينصرن الله من ينصره فانصروا سنة نبيكم، وقد وقع عليكم الظلم فإن الله ناصركم ولو بعد حين.
إنكم عظمتم شعيرة من شعائر الله وهذا من تقوى القلوب، فعسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفنكم في الأرض فينظر كيف تعملون. وكونوا أول من يسن في الداخلية هذه السنة الحسنة فيكون لكم أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.
اليوم تؤذون وغدا يورثكم الله مقاعد الظالمين إن شاء. إنما النصر صبر ساعة. ولئن أفسدوا عليكم دنياكم فلتفسدن عليهم آخرتهم.