هل ضاعت حرمه الدين من القلوب !!!؟

بالأمس 30 – 12 -2012
حدث معى موقف قد يجده البعض بسيطاً و هيناً ولكنى أجده مؤشراً خطيراً لما صار عليه أيماننا و خشيتنا لله عز وجل
أحد الأشخاص يسأل : معاك عدسه
فرد على الاّخر قائلا :عدسه و تولى ( استغفر الله العظيم )
و منذ بضعه ايام ظهر علينا الصحفى عمرو عزت على صفحته على تويتر بتهكم اّخر على ايات الله عز وجل .
وبالطبع لا ننسى إجتراء من يدعون الأسلام على حرمه بيوت الله و حصارها و قذفها بالحجاره.
اذا قمنا بجمع تلك الأحداث و غيرها معاً فإننا أمام ظاهره مقلقه و خطيره للغايه وضد الفطره، فالقرآن كلام الله والاستهزاء بكلام الله أو بكتابه أو محاولة إسقاط حرمتـه ومهابته كفر صريح لا ينازع فيه أحد
وقد أجمعت الأمة على كفر من استخف أو هزل بالقرآن أو بشيء منه . قال تعالى :{ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) } سورة الطارق .
فكل من اتخذ شيئاً من آيات القرآن للهزل والسخريه والتهكم فقد اتخذها هزواً ولعباً وقد توعد الله هؤلاء بالعذاب المهين فقال تعالى :{ وإذا علم من ءاياتنا شيئا اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين (9) } سورة الجاثية .
وقال تعالى :{ وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (34) ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ ءَايَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (35) } سورة الجاثية .
و توعدهم الله بعذاب اليم بقوله تعالى :{ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ(66) } سورة التوبة.فالمسلمون كلهم مجمعون على وجوب احترام كلام الله وتعظيمه وتنزيهه عن العيوب والنقائص .
– فما الذى جد على الساحه ليجعلنا كمسلمون نستهين بأمر عظيم مثل هذا الأمر ؟
– ما الذى قتل فينا النخوه لنقف نشاهد مساجد الله محاصره بل و نعطى المبررات للمحاصِرين؟ و نحن نعلم جيداً حكم الله فيهم فى قوله تعالى : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114) } سورة البقره.
– من الذى بدأ بالأستهزاء بالشعائر الأسلاميه و السنن النبويه كالسخريه من السواك او أعفاء اللحيه و انتشار رسوم الكاريكاتور عنها وهم يعلمون انها من السنن المؤكده و غيرها من السنن و السخريه من الملتزمين على الرغم من ان الاستهزاء بالدين والسخرية بأتباع سيد المرسلين سمة المنافقين وسبيل الكافرين قال تعالى :{ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا (212) } سورة البقره.
اذا ظهرت هذه التصرفات من غير المسلم فهى مستهجنه و غير مقبوله فما بالك ان جاءت من المسلميين ؟؟!!!!
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: ( وقد أجمع علماء الإسلام في جميع الأعصار والأمصار على كفر من استهزأ بالله أو رسوله أو كتابه أو شيء من الدين، وأجمعوا على أن من استهزأ بشيء من ذلك وهو مسلم أنه يكون كافرًا مرتدًا عن الإسلام)

دورنا :
لقد فكرت طويلاً للوصول لرد الفعل الأمثل لمثل هذه الأفعال الحقيره ووقعت فى حيره بين أمرين أولهما السكوت عن هذا الحديث اتباعاً لمقوله سيدنا عمر رضى الله عنه عندما قال ( أميتوا الباطل بالسّكوت عنه ) ، أم أن هذا الفعل يتوجب فيه العمل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم .
ولكنى أعتقد أن التوعيه واجبه فى مثل هذه المواقف فربما فعل الكثر مثل هذه الأفعال المشينه بغرض النكايه بالأسلام و لكن على الجانب الأخر من يقوم بذلك على غير فهم و الله أعلم بالنوايا.
ومن ناحيه أخرى نجد أن للأعلام دور كبير فيما حدث بدعوى حريه الرأى و الأعلام ، لذا وجب علينا نشر الوعى بين جموع المسلمين لعقوبه الأجتراء على الأسلام ومقاطعه كل من يمول مثل هذه الأفعال.
واذا ذُكر شيئاً من السخريه فعلينا بالنصح الحسنى واللين فإن لم ينتهوا فالبعد عن مجالسهم تنفيذاً لقوله تعالى :{وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ(68) } سورة الأنعام.
و قوله تعالى { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ ءَايَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (140) } سورة النساءولنعلم انها لن تكون ضربه واحده فهى بدأت بالسنن فالعلماء فالمساجد فآيات القرآن الكريم و الله وحده العليم بما هو آت.
وإذا كانت العقوبة الدنيوية من السجن وغيره تطبق على من سب ممثله او رجل أعمال بحق وبغيره ولا تتناول المستهزئ بكتاب رب العالمين وبصفة من صفاته فهذا من أعظم المحرمات وأكبر الكبائر .
وإني لأخشى بغض الطرف عن هؤلاء المستهزئين بآيات الله أن تصل الأمور بالحكومات العصرية إلى حد قول الشاعر :
يقاد للسجن من سب الزعيم … ومن سـب الإله فإن النـاس أحـرار

ملحوظه : هذا المقال محض اجتهاد و إن أحسنت فمن الله، وإن أسأت أو أخطأت فمن نفسي والشيطان والله ورسوله منه براء
والله تعالى أعلم

أحمد أباظه
31 ديسمبر 2012 م
18 صفر 1434 هـ

مراجع :
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين – المجلد الثاني – باب الكفر والتكفير
الموقع الرسمى لفتاوى الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز